الجمعة، 22 يونيو 2012
الثلاثاء، 19 يونيو 2012
بطوله فتاه
ماهذا الصوت ؟ من أين جاء , من أنتم ؟ وماذا
تريدون مني ؟, لحقت بذاك الصوت الغريب لأرى طفله لم تبلغ 11سنه ولكن ماذا اقول قد
اسروها الوحوش .
مشيت خلفها لأرى ماذا سيحل بها رأيتها وهي
تمشي ثم توقفت واخذت بيدها حجارة محتفظه بها , وبعد قليل اخذت ترميها على الوحوش
الله اكبر على تلك الفتاه , وبعد قليل مضت وهي تركض والوحوش خلفها , وترميهم بالحجارة ويلحقون بها , فجأه اختفت
الفتاه واختفوا الاعداء.
وفجأه
رأيت شخصا فوق اعالي الجبال له
هيبه وفخامه , نظرت إلى الخلف وارى رجال ونساء , هاهي الفتاه الصغيرة تحمل باروده
بيدها وتطلق على الاعداء وتقول :افديك يابلادي افديك بروحي ودمي يا شام قد اكون
طفله صغيرة ولكن الظروف جعلتني كبيرة هيا يا قوم لا تقفوا مكتوفي الايدي, قد تحمس
الكل ولا ازال اسمع تكبيرات الرجال وزغاريد النساء, وهاهم قد بدؤوا هجومهم الشرس
من الصغير إلى الكبير ’ دفاع لم أرى مثله قد وظلم لم ارى مثله قد طفله كيف لها أن
تكون هكذا ؟! , وبعد وقت قصير من الضرب جلست على صخرة كبيرة تستريح فيها وقالت لن
اتراجع هذه بلادي كيف لي ان اتركها للطغاه للوحوش للأعداء .
رحم الله تلك الفتاه التي سقطت من اعلى الجبل
بسبب ذلك الوحش الذي ضربها وتوفيت , لم أصدق فقد كبر الرجال بصوت مرتفع وتحمس
الاخرون للقتال ليأخذوا ثأر الفتاه المسكينة .
السبت، 9 يونيو 2012
دمشق ياكنز احلامي ومروحتي
فرشتُ فوقَ ثراكِ الطاهـرِ الهدبـا
فيا دمشـقُ… لماذا نبـدأ العتبـا؟
حبيبتي أنـتِ… فاستلقي كأغنيـةٍ
على ذراعي، ولا تستوضحي السببا
أنتِ النساءُ جميعاً.. ما من
امـرأةٍ أحببتُ بعدك..ِ إلا خلتُها كـذبا
يا شامُ، إنَّ جراحي لا ضفافَ لها
فامسّحي عن جبيني الحزنَ والتعبا
وأرجعيني إلى أسـوارِ مدرسـتي
وأرجعي الحبرَ والطبشورَ والكتبا
تلكَ الزواريبُ كم كنزٍ طمرتُ بها
وكم تركتُ عليها ذكرياتِ صـبا
وكم رسمتُ على جدرانِها صـوراً وكم
كسرتُ على أدراجـها لُعبا
أتيتُ من رحمِ الأحزانِ… يا وطني
أقبّلُ الأرضَ والأبـوابَ والشُّـهبا
حبّي هـنا.. وحبيباتي ولـدنَ هـنا
فمـن يعيـدُ ليَ العمرَ الذي ذهبا؟
أنا قبيلـةُ عشّـاقٍ بكامـلـها ومن
دموعي سقيتُ البحرَ والسّحُبا
فكـلُّ صفصافـةٍ حّولتُها امـرأةً
و كـلُّ مئذنـةٍ رصّـعتُها ذهـبا
هـذي البساتـينُ كانت بينَ أمتعتي
لما ارتحلـتُ عـن الفيحـاءِ مغتربا
فلا قميصَ من القمصـانِ ألبسـهُ
إلا وجـدتُ على خيطانـهِ عنبا
كـم مبحـرٍ.. وهمومُ البرِّ تسكنهُ
وهاربٍ من قضاءِ الحبِّ ما هـربا
يا شـامُ، أيـنَ هما عـينا معاويةٍ
وأيـنَ من زحموا بالمنكـبِ الشُّهبا
فلا خيـولُ بني حمـدانَ راقصـةٌ
زُهــواً… ولا المتنبّي مالئٌ حَـلبا
وقبـرُ خالدَ في حـمصٍ نلامسـهُ
فـيرجفُ القبـرُ من زوّارهِ غـضبا
يا رُبَّ حـيٍّ.. رخامُ القبرِ
مسكنـهُ ورُبَّ ميّتٍ.. على أقدامـهِ انتصـبا
يا ابنَ الوليـدِ.. ألا سيـفٌ
تؤجّرهُ؟ فكلُّ أسيافنا قد أصبحـت خشـبا
دمشـقُ، يا كنزَ أحلامي ومروحتي
أشكو العروبةَ أم أشكو لكِ العربا؟
أدمـت سياطُ حزيرانَ ظهورهم
فأدمنوها.. وباسوا كفَّ من ضربا
وطالعوا كتبَ التاريخِ.. واقتنعوا
متى البنادقُ كانت تسكنُ الكتبا؟
سقـوا فلسطـينَ أحلاماً ملوّنةً
وأطعموها سخيفَ القولِ والخطبا
وخلّفوا القدسَ فوقَ الوحلِ عاريةً
تبيحُ عـزّةَ نهديها لمـن رغِبـا..
هل من فلسطينَ مكتوبٌ يطمئنني عمّن
كتبتُ إليهِ.. وهوَ ما كتبا؟
وعن بساتينَ ليمونٍ، وعن حلمٍ
يزدادُ عنّي ابتعاداً.. كلّما اقتربا
أيا فلسطينُ.. من يهديكِ زنبقةً؟
ومن يعيدُ لكِ البيتَ الذي خربا؟
شردتِ فوقَ رصيفِ الدمعِ باحثةً عن
الحنانِ، ولكن ما وجدتِ أبا..
تلفّـتي… تجـدينا في مَـباذلنا..
من يعبدُ الجنسَ، أو من يعبدُ الذهبا
فواحـدٌ أعمـتِ النُعمى بصيرتَهُ
فانحنى وأعطى الغـواني كـلُّ ما كسبا
وواحدٌ ببحـارِ النفـطِ مغتسـلٌ قد
ضاقَ بالخيشِ ثوباً فارتدى القصبا
وواحـدٌ نرجسـيٌّ في سـريرتهِ وواحـدٌ
من دمِ الأحرارِ قد شربا
إن كانَ من ذبحوا التاريخَ هم نسبي
على العصـورِ.. فإنّي أرفضُ النسبا
يا شامُ، يا شامُ، ما في جعبتي
طربٌ أستغفرُ الشـعرَ أن يستجديَ الطربا
ماذا سأقرأُ مـن شعري ومن أدبي؟
حوافرُ الخيلِ داسـت عندنا الأدبا
وحاصرتنا.. وآذتنـا.. فلا قلـمٌ
قالَ الحقيقةَ إلا اغتيـلَ أو صُـلبا
يا من يعاتبُ مذبوحـاً على دمـهِ
ونزفِ شريانهِ، ما أسهـلَ العـتبا
من جرّبَ الكيَّ لا ينسـى مواجعهُ
ومن رأى السمَّ لا يشقى كمن شربا
حبلُ الفجيعةِ ملتفٌّ عـلى عنقي من
ذا يعاتبُ مشنوقاً إذا اضطربا؟
الشعرُ ليـسَ حمامـاتٍ نـطيّرها
نحوَ السماءِ، ولا ناياً.. وريحَ صَبا
لكنّهُ غضـبٌ طـالت أظـافـرهُ ما
أجبنَ الشعرَ إن لم يركبِ الغضبا
نزار قباني

