يا للهول ماهذه الضغوط؟؟ , هذة الفوضى ! , هذا الركام.. من أين جاء , وماهو مصيرة .
هموم تراودني في كل يوم , ولا أعلم ماأسبابها
, في الصباح لاشيئ يراودني ولكن في المساء أشياء تراودني ولا تتركني.
أدخل دائرة العمل وأرى ماكان على مقعدي من
أوراق وأشياء مبعثرة , أحاول انجازها ولكن لا استطيع , وبعد قليل أرى مديري قادماً
نحوي . ويسألني عن سبب تأخري عن العمل
واشرح له اسباب التأخر بأنني استيقظ متأخراً ومنزلي بعيد من هنا وباقي الاسباب .
نظر إلى مكتبي الذي تعمه الفوضى فسألني
ماهاذا ؟!
نظرت إليه وأنا متوترا وأبحث عن كلمة ما تكفي
إجابه له , ولكن لم أعرف فقلت له : لا أعلم
ماذا اقول لك .
فأجابني : هل لديك اي مشكله ؟, فأنت تبدو
مرهق أو منزعج من شيء ما .
فقلت له : لا لا تهتم .
وانتهى يومي بفصلي من العمل .
فخرجت وأنا أفكر بعمل جديد وأنا في المركبة
حيث ظهر ذلك المتهور فصدمني ففقدت الوعي . ولم استيقظ الا بعد عدة ايام . وعند
استيقاظي رأيت الممرض يطمئنني على صحتي حيث أن كسرت رجلي بسبب عدم وضع حزام الامان
, وأصاب يدي شرخ بسيط . ولكن حمداًلله على كل حال , ثم عرفت أن الذي اصطدم بي لم
يكن يحمل رخصة قيادة وقد خالف قوانين السير , وأن حالتة أسوء من حالتي ,
وبعدها خرجت من المشفى وذهبت إلى المنزل ,
رأيت غرفتي التي تعمها الغبار والفوضى ولا أكاد أرى نفسي فيها , فسقطت على السرير
مستلقياً وأنا افكر ما أهمية النظام ؟ .. ولماذا يجب أن نتعلم النظام ؟ .. وكيف
يؤثر فينا؟ ... فغلبني النوم , وبعد قليل رأيت اشخاص ملثمين قادمين نحوي يسألوني
اسإلة غريبة كأنني اول مرة أسمعها ولا أعرف ما أجابتها فقد أخذوني إلى مكان بعيد
لا أعلم اين هو حيث أن كل من هناك كان يرعى الترتيب والتنظيف ولا أحد يعرف معنى
الفوضى ووقفت اتأمل مافي ذاك الكون من نظام وترتيب , فتقدم إلي أحدهم يسألني
وأعتقد أنه حاكمهم , فسألني من اين أنت ؟!
قلت له : من كوكب الارض ..
فنظر إلي وضحك وقال: أعلم أنك من الارض ولكن
ما الذي جاء بك إلى هنا ؟!
فقلت له : لا أعلم .. أهو إجباري ؟؟ أن تعلم من اين انا؟
فقال لي : كيف كنت في موطنك ؟
قلت له : لا شيء فقط آكل وأنام وأخرج .
فقال : أكنت
تنظم وقتك ؟
فأحسست أن احداً ما قد قطع لساني .
فقال: خذوه كي يعرف كيف ينظم وقته ؟
وصرخت لا لا لا لااااااااااا
ولم يسمعني احد فصرخت بأعلى صوتي كي ينتبه
علي احد ويساعدني ولكن لا احد يسمعني لماذا ؟ لا اعلم فمضيت معهم
إلى حجره تشبه حجرتي التي تعمها الفوضى فطلبوا مني تنظيفها , أنصدمت حين عرفت أنها حجرتي التي انظفها مثل
الخزانه ونفس السرير والثياب , اغمضت عيني وفتحتها رأيت نفسي بعالم جميل اشجار
ونخيل وزهور بألوان مختلفه مضيت إلى هناك فرأيت فواكه ونخيل مشيت إلى هناك لأتذوق
بعض الفاكهه اسرعت إلى هناك وحين اردت ان امسك العنب ابتعد عني كل شيئ واصبح الكون
ظالماً جدا .
ففتحت عيني وانا ابكي من الخوف وأتأمل مكاني
وغرفتي . وعرفت أن من الواجب أن انظم الوقت وليس فقط الوقت بل كل شيء في الكون .
سمعت صوتاً اشعرني بالراحه والسكينة , انه
صوت اذان المغرب قمت من على فراشي واتجهت إلى النافذة ورأيت الناس ذاهبين إلى المسجد . فقلت ماذا
يحصل لو دخل الصيف على الشتاء ؟ . أو الليل على النهار ؟!. أو الشمس على القمر .
فأجابني ضميري : الحياة من غير نظام ليست
حياة , والعمل من دون نظام لا يعد عملا , والوقت من غير النظام لا يسوى شيء . عليك
بتغير نظام حياتك فلا تنس انك خلقت من أجل عبادة الله فهيا إلى الصلاة .
فلتنظم أنت يا أخي وقتك وسلوكك
وخلقك , كي تكسب الناس , وتنعم بحياة كريمة
هند الكمالي
هند الكمالي
