فتاه في عمر الزهور شغلها التفكير وأرهقها جلوسها لوحدها لاتجد ونيس يرشدها ,تعبت وتمللت ولجأت إلى اعز انسان لها واقرب لها امها .
هيا : اماه.. يا اماه لا اعرف ماذا حل بي ,
اشكو من هم يضيق بي ويتعسني .!
الأم : يا غاليتي ماذا بك ؟
هيا: لا اعلم السبب , والله لا اعلم ما حل بي
.!
الام : بنيتي مارأيك باذهاب إلى الحديقه كي
ترفهي عن نفسك وتبعدي هذا الضيق ,واجعلي صديقاتك دايماً بقربك .
وفي الطريق رأت هيا صديقاتها
فاقتربت منهم والقت عليهن التحيه .
هيا : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته , لقت
اشتقت لكن يا صديقاتي .
الصديقات : وعليك السلام ورحمه الله وبركاته
, كيف الحال؟
هدى : مابك يا صديقتي ؟ , هل تشكين من شيئ ؟
هيا : لا لست كذلك ولكني اشعر بالملل
والارهاق وبعض التعب.
سميه : باستغراب لماذا ..؟!
هيا : لاادري .. لا اعلم !
سميه : هل صليت الفجر؟
هيا : لا
سميه
: وهل صليت الظهر
هيا : لا
سميه :لهذا السبب تشعرين بالتعاسه والملل
والارهاق .
هيا مستغربه : غير معقول أن الصلاه لها دور
في ذلك ..لا ..لا.
سميه : لم لا!! نحن صديقاتك سنريك كيف للصلاه اهمية .
هيا بسخريه : هه لا اصدق أن ترك الصلاه يؤدي
إلى كل هذه التعاسه .!
مريم : مرحبا يا صديقاتي , هيا لقد سمعت انك
تاركة لصلاتك ؟ أهاذا صحيح ؟ , يا إلاهي اذا كنتي كذلك فماذا عن القرآن الكريم ؟
أتقرئينه ؟
هيا : لا , ولا أريد أن اقرأه .
وبعد حين من الصمت ( آهات)
هدى : مريم أتعليمن اني احافظ على صلاتي في
موعدها ولا اترك فرضا الا اديته.
مريم : هذا شيئ رائع يا هدى , لان الصلاه
تشعرنا بالايمان والطمأنينه .
سميه : نعم ياعزيزاتي وإن القرآن ايضا له دخل
في سعادتنا مع الصلاه نقرأه وبعدها نكمل فرأته .
خلود : هل تعلمين يا هيا أن الصلاه تنهى عن
الفحشاء والمنكر ؟ وأنها أحد اركان الاسلام بعد الشهادتين ,وقد وضعت على أكمل
الوجوه العباد واحسنها.
هدى : نعم يا صديقتي عليك بالصلاه فهي غذاء
الروح.
هيا : حسنا ..حسنا !
وانقضى اليوم وعادت الفتيات إلى منازلهن .
الام : كيف صرتي بنيتي؟
هيا :
هل تعليمن يا امي اني لم اكن أدوي الصلوات , لقد كنت تاركه لها , يا إلاهي
كم كنت اضيع على عمري أجراً وراحه , أماه سوف أواضب على صلاتي وأقرأ القرآن .
الام هذا افضل ما تفعلينه يا حبيبتي , لا
تتركي الصلاه , واضبي عليها وصليها في وقتها .
أذن المؤذن (صوت الاذان)و ذهبت هيا للوضوء والصلاه وبعدها ذهبت للنوم .
وفي اليوم التالي ذهبت الفتاه إلى المدرسه
والتقت بصديقاتها وكانت الابتسامه على وجنتيها .
الفتيات : يا هيا , نرى اليوم وجههك منورا
وبالك مرتاح .
هيا : اجل يا رفيقاتي اسعدني نصحكم ليفي
الصلاه فقد أديتها وشعرت براحه لايوجد لها مثيل , صديقاتي اعدكن ان اؤدي صلاتب
وأقرأ القرآن لأنال الراحه والاجر من الله تعالى .
الفتيات : احسنت يا هيا فهذا القرار الصائب .
وانصرفت الطالبات والفرح على وجوههن
ومن ذاك الوقت وهيا تلتزم بمواعيد الصلاه ولا تسمح لاي شخص ان يشغلها عن
الصلاه , الى ان كبرت واصبحت أماً لفتيات وفتيان
(هدى وسميه وخلود ومريم وعلى اسم والدتها شهد و عبدالله و عبدالرحمن ومحمد وأوس) .
اصبحت تروي قصتها لكل من تراه متهاونا في صلاته , واصبحت مشهورة بنصحها إلى
أن اطلق عليها (الداعيه هيا ) أو( الداعيه أم أوس ).
كبرت وكبرت إلى أن اصبح عمرها 50 عاما فبدأت الامراض تلعب بها وكل يوم
تعاني من الم في الظهر وفي الرجل وفي النظر , إلى أن فارقت الحياه .
فكانت شهد صغيره في 13 من العمر أي في عمر الزهور , فقد تركت الصلاه الى ان قاربت على نسيانها حتى .
شهد كانت من المتفوقات دوما فقد اشغلتها الدراسه عن الصلاه والعباده وبعد
فتره قصيره احست ان مستواها قد دنى فتعجبت لماذا وعندما استلمت الشهاده في نهايه
العام وجدت ان معدلها قد تغير .
محمد:شهد قولي لي ماهو معدلك ؟
شهد
: لـ.. لماذا؟!
محمد:
فقط لأطمئن على مستواك
وعندما
رأى محمد علامتها تغيرت ملامحه إلى ضيق فعاتبها على هذه العلامات .
محمد لماذا يا شهد ؟! لماذا هذه العلامات ؟؟؟
شهد : لا اعلم والله لا اعلم مع اني احافظ على دروسي اكثر من
صلاتي !! ولكن لا اعلم ما السبب!
محمد : تحافظين على دروسك اكثر من الصلاه ؟
شهد : و.. وماذا في في ذلك ؟
ودخل
عليهما عبدالرحمن ليرى وجه محمد الذي كان غاضبا من تصرف شهد
عبدالرحمن : السلام عليكم (بتعجب) مابكم ؟
محمد : لا شيئ , فقط اشعر ببعض التعب وهو ينظر الى شهد التي
لم تستطع رؤيته من الخجل
أخذت
شهد ورقه علاماتها وانصرفت وهي على وشك البكاء
عبدالرحمن مابك؟ لم الغضب ؟
محمد : قلت لاشيء فقد اشعر بالتعب .
وانقضى
اليوم , في اليوم التالي ( الشمس والغيوم في الاعلى والازهار في الاسفل )
استيقظت
هدى لترى أن شهد قد اختفت ومضت في كل انحاء المنزل تبحث عنها وتصرخ , لتستيقظ شهد
من النوم تحت الدرج وتصرخ .
شهد : مابك ايقظتيني
هدى : اين انتي البارحه لماذا لم تنامي على فراشك ؟
نظرت
شهد إلى هدى ووقفت ليأتي أوس ويصرخ مابكم ازعجتمونا
وبعد
عده ساعات ...
شهد
في غرفتها تبكي مما حصل في اليوم السابق .فدخل محمد الاخ الاكبر فوجدها تبكي .
وتقول امي اين انتي؟!
فتأثر
محمد بتلك الكلمات ومسك يدها لينصحها باسلوب جمييل .
محمد:يا أختاه أتدرين ماسبب حزنك المعتاد ونزول مستواك في
المدرسه ؟ , أختاه كيف تريدين التوفيق وانت لا تتقربين إلى الله بالصلاه والدعاء ؟
, كيف لك ان تنجحين بلا صلاه .
ففكرت شهد وقالت : صحيح كيف لي ان انجح ولكن مادخل هذا ف
النجاح شيء والصلاه شيء اخر
فبتسم محمد وقال : اختي الحبيبه هل رأيت تلك المشاريع
القائمه الناجحه ؟ كم حرص اصحابها على الصلاه ! وكم يتركون شيء الا عندما ينتهون
من الصلاه .
اختاه هل تعلمين ماذا كانت امي في سنك ؟ , كانت مثلك
تماما ولكن نصح صديقاتها ووقفهن بجانبها اصبحت مشهوره بالدعوه إلى الصلاه , لم
اخبر احداً بك لأنك تعلمين جيدا ماذا سيحل بك اذا عرف كل من هدى وعبدالله وأوس .
شهد : تسرح في خيالها بعيدا : يا غبائي هل هذا صحييح ؟ اين
كنت طوال هذه الفتره ؟ أنا حقا حمقاء محمد قل لي كيف كانت تشعر امي ولماذا لم
تخبرني ؟
محمد : لأنك اصغر فتاه وهي تعرف أنك من الممكن ان تقلديها
في كل شيء لم تخبر أحدا الا انا مع عدم رغبتها بهذه .
وبعد لحظات شعرت شهد بالسكينه , إنه صوت الاذان
هند الكمالي

0 التعليقات:
إرسال تعليق